Wednesday, November 14, 2007

FREEDOM 07


.
لأننا كالطيور ... نعشق الحرية
ولأن لنا عقل ... لا نريده أن يجمد .. فيموت
.
السبت 17 نوفمبر
اعتصام مفتوح
الساعة 6 مساءً
في ساحة معرض الكتاب / مشرف
.
رفضا للرقابة
ودعما للحرية
***************
وتزامنا مع هذه
الحملة الجميلة والهادفة
ومساهمةً من بلوغنا المتواضع
قصة قصيرة .. لكاتبها: فهد راشد المطيري
سبق وأن نشرت ولكن بعنوان آخر
بسبب ....؟؟ الرقابة طبعا!! .. مو شي غريب
ولكن أولا ... أريد أن أسرد لكم قصة القصة كما أذكرها
.
أثناء دراسة "فهد" في إسبانيا
نصحه صديق بالتوجه لدار رهبان صغيرة تقع فوق الجبل في مدينة إسبانية صغيرة
يعيش في الدار مجموعة من الرهبان، ويؤجرون بقية الغرف للطلبة بسعر رمزي
كما يشاركونهم الطعام إن هم رغبوا بذلك
شاركهم "فهد" بطعامهم، كما شاركهم بأحاديثهم، حبا منه بالمعرفة
ومن وحي تلك التجربة
ولدت هذه القصة اليتيمة
.
نصف إله
.
"ليست الحقيقة، بل الكفاح المخلص للوصول إليها، هو الذي يكون القيمة الحقيقية للإنسان "
(جاليليو جاليلي)
.
الرجاء ربط الأحزمة، بعد لحظات سوف نبدأ الإقلاع
.
بعدما أنهى قائد الطائرة جملته المعتادة، بدأت المضيفات في شرح إرشادات السلامة "المملة" للمسافرين. أقول "مملة" لسبب بسيط، ذلك أن أغلبية المسافرين لم يبدوا أدنى اكتراث لهذه الإرشادات، إما لكونهم قد حفظوها عن ظهر قلب، أو أن كثرة أسفارهم قد أثبتت قيقة، بل الكفاح الملهم عدم ضرورة مثل هذه الطقوس
.
وبعد مرور عشرة دقائق، كانت الطائرة قد اخترقت الغيوم الكثيفة فبدت وكأنها تحلق فوق أحد قطبي الأرض
.
على أحد المقاعد الخلفية من الطائرة جلس رجل في الأربعين من عمره، حليق الذقن، ذو شارب خفيف متقطع، ولولا أن شعره الأسود الكثيف قد خالطه بعض البياض لبدا أصغر سنا، وكانت نظارته الحمراء ذات الإطار الرفيع غير متناسبة مع صرامة ملامحه
.
على المقعد المجاور، جلس راهب طاعن في السن، ذو صلعة مقوسة يتوسطها جرح أسود قديم مع نتوء بسيط في أعلى الجبهة، يمسك بمسباح أسود طويل، ويتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة
.
رائحة تبغ تحترق! إنزعاج! مبادرة: أنا أعلم يا سيدي أن هذا القسم من الطائرة مخصص للمدخنين، ولكنهم لم يجدوا لي مكانا في
.
باختصار .. تريد أن أطفئ السيجارة
.
لو تكرمت
.
ولكن لماذا؟! واتبع الرجل المدخن هذا السؤال بابتسامة خبيثة
.
لأنها تضر بصحتي
.
أولا تخاف على صحتك؟! .. وأطلق الرجل المدخن ضحكة عصبية متشنجة، ثم أضاف: إذن فليس لديك الرغبة في ملاقاة الرب؟! وختم سؤاله بغمزة سريعة لم يلحظها الراهب الذي بدا ممتعضا
.
فكر الراهب: يا إلهى! كنت أظنه رجلا محترما، وإذا به أخرق لا خير في التحدث معه
(أخرق! لا بأس بها!! فلتكن إسماً منذ الآن وحتى نهاية القصة)
.
هيا أجب عن سؤالي! أراغب أنت في ملاقاة الرب؟
.
نعم! .. عصير برتقال لو سمحتي
.
وأنت يا سيدي، ماذا تريد أن تشرب؟
.
فأجاب الأخرق بنبرة حزينة ومؤثرة: كل ما أريده يا عزيزتي هو أول وآخر قبلة لنا
.
احمر وجه المضيفة خجلا، فبدت أكثر جمالا، ثم رفعت كتفيها معلنة عن استغرابها، ودخلت مطبخ الطائرة
.
استهجان، حزن، توبيخ: لولا استحييت؟
.
فأشاح الأخرق وجهه مبديا عدم اكتراثه
.
تابع الراهب: إسمع يا بني، يبدو إنك تكابد كثيراً! إفتح قلبك لي ولا تخف! فمن يدري؟! لعلي أستطيع أن أجد حلولا لبعض مشاكلك، أو أن أواسيك على الأقل
.
اندهاش، حنق، تجريح: كفاك سخفا! لسنا في كنيسة كي أقف أمامك على ركبتي وأعترف لك بذنوبي طمعا في مغفرتك!! ولكن أجب عن سؤالي، أجب بحق السماء! أراغب أنت في ملاقاة الرب؟
.
فكر الراهب قليلا ثم قال: استمع يا ولدي، إن ملاقاة الرب لا تستدعي أن ألقي نفسي بيدي إلى التهلكة
.
لا شيء على الإطلاق يستدعي ذلك
.
لا شيء؟
.
أحس الراهب أنه تسرع في الإجابة، إلا أن الأخرق لم يتح له فرصة التفكير، فقاطعه قائلا: مخطئ أنت أيها الشيخ. أجل مخطئ، وسوف أثبت لك صحة ما أقول، ولكن ليس قبل أن ألبي نداء الطبيعة، ما أروع هذا المصطلح "نداء الطبيعة"، تعبير جميل ذو دلالة قذرة. ثم قام من مكانه بعد أن أطلق ضحكة متكلفة، أشبه بضحك أولئك الذين يعتصر الحزن قلوبهم، فمهما تتسع أفواههم، ومهما تعلُ أصوات ضحكاتهم، تبقَ الأعين دوما حزينة
.
انتهز الراهب غياب جاره الأخرق، وأخذ يفكر في تغيير مقعده بأية وسيلة
.
استحسان، تنفيذ، تراجع: كلا! هذا لا يتناسب مع قفطان الرهبنة الذي أرتديه
.
قرر العودة إلى مكانه، خطا خطوتين، ثم توقف
كن رجلا ولا تخف
.
ما بال الصبي؟
.
أريد، أيها الأب الطيب، أن أذهب إلى دورة المياه ويرفض! لا يريد أن أفارقه ولو للحظة واحدة
.
هي المرة الأولى إذن؟
.
نعم
.
حل الراهب محل الأم إلى حين عودتها. ضم الصبي إلى صدره، وأخذ يداعب خصلات شعره، ثم راح ينصت إلى نقاش دار بين شابين كانا يجلسان أمامه، ولم يكن يفصل بينه وبينهما سوى مخرج الطوارئ
.قال أحدهما للآخر بعد أن وضع الصحيفة جانبا: حروب، أوبئة، كوارث طبيعية .. إلى متى تكابد البشرية كل هذه المصائب؟
.
لا راد لقضاء الله
.
ولكنه على علم بكل هذه المصائب قبل وقوعها
.
هنالك حكمة في انفراده بمعرفة المجهول
.
هنالك مسؤولية أيضا!! لولا المعرفة لما كان هناك معنى للمسؤولية
.
ولولا المجهول لما كان هناك مهنى للأمل
.
يا
*fallacom hominum spem
وماذا نصنع إن عاق قدر عن وطر؟

.
نصبر! فلا مرد لما ياتي به القدر
.
وإن نفذ الصبر
.
هنا يأتي دور العقاب
.
يحيا العدل
.
... ... ...
.
شكرا لك أيها الأب الطيب
.
رسم الراهب إشارة الصليب أمام الصبي وأمه، وبينما كان يتأهب للانصراف، سمع: إن فكرة وجود الله تؤرقني
.
ضيق، حزن، تضرع: عجل يا يسوع فقد طال انتظارنا!! .. ثم عاد إلى مقعده
.
في تلك الأثناء، كان الأخرق قد عاد إلى مكانه، وأخذ يقلب صفحات كتاب ذي غلاف أسود، وعنوان منقوش بحروف ذهبية، وقد تمكن الراهب من قراءة العنوان عند جلوسه، وقال مبتسما: "غرائب حقيقية"، يا له من عنوان مثير
.
فأجاب الأخرق دون أن يلتفت إليه: أجل، ولكن كان من الممكن أن يكون أكثر إثارة لو قلب وصار "حقائق غريبة"! ولكن دعنا من عنوان الكتاب وإقرأ هذه الصفحة
.
وبحركة عصبية، مد الأخرق الكتاب إلى الراهب الذي أخرج نظارته وشرع يقرأ خافضا صوته
في عام 1984، وفي إحدى ضواحي مدينة (ن)، عثرت إبنة أحد أعضاء الحزب الوطني البارزين على دفتر المذكرات الخاص بأبيها، وكان
ما جاء في إحدى صفحات هذه المذكرات ما يلي
في الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم، علمت من مصدر موثوق أنهم سوف يقومون بزرع قنبلة في الصالة المخصصة لانعقاد المؤتمر الرابع للحزب، عامت كذلك أن القنبلة سوف تنفجر بعد ساعة من انعقاد المؤتمر، ويبدو أني أمام خيارين، إما أن أطلع أعضاء الحزب على الأمر، أو أن أذهب إلى المؤتمر وكأن شيئا لم يكن! أعترف بأني أجد في الخيار الأخير إغراء لا سبيل إلى مقاومته!! يا له من مشهد رائع ذلك الذي أرى فيه أناسا يخططون للمستقبل من دون أن يعرفوا أن الموت الذي يفرون منه ملاقيهم بعد دقائق قليلة فقط! إن فكرة مشاركة الرب معرفته للغيب تأسرني! إنها تدفعني إلى التمرد على كل ما هو إنساني في سبيل التقرب إلى صفة الألوهية!! جميل أن أكون نصف إله في تلك الساعة
.
توقف الراهب عن القراءة، ثم خلع نظارته وقال: وهل ذهب فعلا؟
.
أجل لقد ذهب، ولكن لم تكن لديه شجاعة "بريمثيوس" فخرج قبل خمسة دقائق من انفجار القتبلة!! ولو كنت مكانه لما تنازلت حتى عن تلك الدقائق الخمس
.
فرد الراهب ساخرا: من السهل جدا أن تقول ذلك الآن
.
أرى أنك لا تصدق ما أقول
.
ولكنك لم تكن في صالة المؤتمر حينما انفجرت القنبلة
.
هذا صحيح!!! ولكني في الطائرة الآن
.

*يا له من أمل إنساني وهمي*

13 comments:

AuThoress said...

ما اجملك با عاليــــــة ، الكثير من العطاء، الكثير من حُب المشاركة



والاهم


حب كبير لا يثنيه شيء، للكويت


تحيات باتساع السماء والحرية، لك يا صديقة

Mohammad Al-Yousifi said...

منو كاتب القصة؟

Anonymous said...

ana ye9er akon m3akom bel e3t9am ?

ARTFUL said...

استمتع واااااااااايد بقراءة القصة

من كاتبها؟؟!!
المطيري؟؟

=)

Alia said...

authoress,

موعدنا يوم السبت ها؟
مقالة رائعة صديقتي
أبدعتي
;*

kila ma6goog,

لأ لأ
محتاجينك صاحي هاليومين
Read again
ترى القراءة مفيدة

anon,

طبعا يصير ليش لأ?!?

artful,

فعلا .. قصة جميلة
بس شفيكم يا جماعة

بالرجوع للبوست ذكرت
قصة قصيرة .. لكاتبها: فهد راشد المطيري

nEo said...

القصة عجيبة

فهد راشد شي عجيب


شكرا على القصة

J Daily said...

قصه جميله وموعدنا يوم السبت
وشعار لنا حرية التعبير ولهم حرية الاختيار
وايد ممتاز وحلو (:

White Wings said...

أتذكر اني قرأت القصة ضمن أحد مقالاته، صحيح؟؟
رائعة طبعاً
موعدنا السبت

Pepsi-guy said...

وبعدين شصار؟؟

طلع الاخرق ارهابي وفجر الطيارة ولا شنو؟؟

Anonymous said...

انا كنت قاري القصه كاملة من سايت بالانترنت ولمن ذاك اليوم قال عنها بالتحالف قريتها مره ثانية
:)

Anonymous said...

ana el Anonymous eb 3 ta3qeeb
7abet ashkerkom 3ala elghood el keebera ele 9art ehnak
ana kent m3akom o enshalla akon m3akom ebkel nasha6atkom


baaasss

atmna teqoleen le en kan honak ay nshad

thanks

بـركـــــان said...

بعد التحيه


لا اقول الا رااااائع و اكثر من رائع

اقدر الذكاء بالكتابه


شكرا لك


الثائر بركان

White Wings said...

مصختيها